السبت، 13 نوفمبر 2010

تكست -العدد الثامن: في منفاي الضوئي - نص كتبه جابر محمد جابر




في منفاي الضوئي



·        جابر محمد جابر



في منفاي الضوئي
وعند محراب كهولتي
كان المساء المشتعل ,
يطفئ شموس دمي
بمصابيح فاجرة ...
حاولت أن أخبِّئ كهولتي
 من طوفان الألوان
الماءُ نثرَ شبابَهُ
حتى لسعني الضوء
وعند الفجر...
تركت مياه الزمن
عند جدارٍ جريحٍ
تركضُ ..
خلفَ ساقيةٍ جافةٍ
تلوحُ لعظامِ النهرِ
وفي لحظة ٍ طويلةٍ
كدتُ أنهارَ
كموجةٍ عاتيةٍ
ودقاتُ قلبي .. تعلو وتهبط ُ
وتشير نحو جمجمة ِ الشمس ِ
بأصابع طويلة..



* * * * * * * * *



في منفاي الضوئي
كنت نائما كنهرٍ
شاهدت تمثالا ملطخا بالهزيمة ِ
يتصفح ...
ذاكرة َ صحراءَ مراهقةٍ
أبصرت .. ظلال اللهب الراعش
وتذوقت ثمر الحجر
حتى بللني الليل
وهمست لي الأشجار
هذا هو صوت الفصول
هذا هو صوت الفصول ..!
عندها.. عندها فقط
أبصمت ُ بدمي ,
على شهادةِ نخلةٍ باسلةٍ




* * * * * * * * * * *   




في منفاي الضوئي
كانت أحلامي محكومة ً
بذاكرةٍ مستبدةٍ
كنت أبكي على الموتى الصغار
وكنت أرى
صخورَ السماء
تلغي الفتحات في أحشائي
كنت أرى بحيرات ضائعةٍ
وكنت أرى أيضاً
(صرخات نحيلة )
وحين أشتد وميض الرغبة
تدفقَ دمُ الضوءِ
وغادرت وطني ...










* شاعر عراقي
  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق