الأحد، 14 نوفمبر 2010

تكست -العدد الثامن : مراجعات - المسرح الكردي من الأثنوفرجة الى التجريب - كتب حميد عبدالمجيد مال الله





    مراجعات



المسرح الكردي من الأثنوفرجة الى التجريب


·        حميد عبدالمجيد مال الله


         
    يرى المؤلف ان المسرح ( الوافد الحديث ) ظهر في السليمانية المدينة الأكثر تطوراً بواسطة المثقفين ، ثم في باقي المدن وهو ( مدرسي ) غالباً ، إضافة الى الهواة والجمعيات الفنية والنوادي كحاضنات له .
   الفضاء النصي لتلك العروض مرّ بعملية ( الأعداد عن ....  ) أرى انها ( تدوير درامي ) بمستوى ما لمادة أدبية : كما الشعر والحكاية الشعبية ، والملاحم والأساطير ... تدوير بمعنى إعادة إنتاج للمرجع وفق نظم ومواصفات جنس المسرح .



   ويطلق على المراجع مفردات : فطرية ، عروض مرتجلة ، مسرح تعازٍ ، مشاهد تمثيلية ، حكواتي – قصة خون .  وهي كما اقترح ، فنون مستقلة لكل منها سماتها وخصائصها تدعى فنون الأثنوفرجة .



    ويرجع ظهور مسرح متطور مع بروز دورالكاتب المحلي ، وبتأسيس ( فرقة السليمانية للتمثيل 1969 )  وبزيادة أعداد المتخرجين من معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون في بغداد . وفاعلية الرعيل الأول ومنهم الرائد احمد سالار والفنانة بديعة دارتاش والدكتور فاضل الجاف .  تلته ( فرق ) مدججة بالثقافة المسرحية في السبعينيات والثمانينيات لها دورها بتقديم مسرحيات عالمية وعراقية وعربية بعد ترجمتها .   ويحدد ( طور الاحتراف ) بتأسيس فرقتي ( مسرح سالار في السليمانية 1984 و( أربيل للتمثيل ) 1985 حيث ضمّتا كوادر متمرسة ، وسارتا على نهج تفضيل النص المستوحى من التراث ويرى ان فناني كردستان بنوا تجربتهم ذاتياً بعيداً عن المركز بغداد منذ 1991 تحت اسم ( منظمة فناني كردستان ) . ضمن مرصده النقدي يستشف قصر عمر تجربة الكتابة للمسرح وظهور الاتجاه الأكاديمي .

أرى ان الاتجاه الأخير فقير ونادر بأمثلة محدودة جداً ، وهو توجه ممنهج بقوانين واشتراطات قلما تتبع في نتاجات كلياتنا الفنية ، أشير الى نموذج متطور منها هي العروض التي يخرجها د. عادل كريم وقلة من أساتذة المسرح .  وشاهدنا بعضها لفرقة من الجامعات البريطانية زارت البصرة .



    في كردستان معاهد للفنون الجميلة وكليتان و 9 فرق مسرحية و 3 مؤسسات رسمية . من الفرق التي تثير الانتباه : ( فرقة أصدقاء كزيزة ) تقدم إعمالاً تعالج هموم المرأة وما يكتنف عوالمها الداخلية ، تضم فنانات برئاسة الفنانة ( كزيزة ) و ( فرقة المسرح التجريبي في كركوك ) من أعمالها ( هاملت كركوك ) وكذلك( ستوديو الممثل ) وتمتلك ( جمعية الفنون الجميلة في السليمانية ) بناية مماثلة لمسرح الرشيد . جميع الفرق تحصل على دعم مادي من حكومة الإقليم ولها تمويلها الخاص .






   وعن ثراء المطبوع المسرحي يذكراصدارات فرقة سالار لمجلة (شانؤ المسرح ) ولكتب مسرحية آخرها ( أسئلة الحداثة في المسرح ) لياسين النصير . وتصدر ( فرقة المسرح التجريبي ) مجلة ( شانؤكار المسرحي )  وعن ( فرقة اشتي كركوك ) صـدر ( معجم المصطلحات المسرحية ) ومسرحيتان لجليل القيسي بالكردية .


     موضوع ( المسرح الكردي الآن )فيه معلومات مهمة منها اقتفاء تنظيرات فنانين عالميين ، ومحاولات تطبيق منهجياتهم . المخرج نهاد جامي يسترشد بتنظيرات جيرزي كروتوفسكي ( المسرح الفقير)آخر متأثر بمسرح القسوة . وكذلك تعاليم( انطون اراتو ) .



      الفنانة روبار احمد تفيد تطبيقات ( البايوميكانك ) افسفولد مايرهولد .. فريق / با المسرحي ) ينتهج اسلوب الورشة المسرحية . مما يدل على تلاقح فني وهو حالة ايجابية .



   استقرار الأجواء في كردستان أسهم في إنعاش قابليات واندفاع المسرحيين ، وفي زخم التلقي ، ولا وجود لمسرح تجاري . ويحظى الفنان باحترام وتقدير الناس والمؤسسات .



    حوى ( الفصل الثاني ) متابعات جادة وملاحظات نقدية لدور ومعاهد الفنون الجميلة ، ولعروض مهرجانية متواترة شاركت في بعضها فرق من ألمانيا والنمسا وبغداد . واتخذت عروض مهرجان دهوك من ( واقعة ) الشابة الأيزدية (دعاء) التي قتلت ببشاعة على ايدي مجرمين بسبب علاقة حب مع شاب مسلم ، موضوعاً لنص مسرحي واحد قدم بأربع لغات هي الألمانية والكردية والعربية والأنكليزية ... كانت تظاهرة فنية ورسالة رافضة لقتل البراءة وانتهاك للإنسانية . من تلك العروض ( الموت والعذرية ) اخراج د. هيثم عبدالرزاق انتاج كلية الفنون الجميلة – بغداد .


    يرصد الباحث وجود ازمة في النص الكردي ، وغياب الفعل النقدي المحايث للعروض ، وتخبّط بعض المخرجين في اختياراتهم ، وعدم وضوح أساليب ومناهج الرؤى الإخراجية ، وتقليد تجارب عالمية لا رابط لها مع موجهات الخطاب الفكري والجمالي .



   يحتل الكتاب مكاناً في ذاكرة المسرح العراقي والكردي بالذات . يقف خلفه جهد ناشط مسرحي متخصص .

   ------------------------------------------------


          الكتاب : قراءة استدلالية في المسرح الكردي
          تأليف :   بشار عليوي
           تقديم :  أ. د فاضل خليل
           الناشر : الجمعية الثقافية والاجتماعية في كركوك / مكتب كفري
           سنة الطبع :   2009





* الأثنوفرجية أو الفرجات الأثنوغرافية  Ethonscenologie   : هي عروض مشهدية خاصة ببلد ما انطلاقاً من البيئة التي تنتجه غير تابعة للشكل الغربي للمسرح الذي استوردناه .. انها فنون ذات إشكال خاص لا يمكن ان نقول عنها مسرح أو أوبرا أو غيرهما . وانما هو شكل خاص لا يقلد النموذج الغربي حسب الكاتب المسرحي السوري شريف خزندار .






   * كاتب عراقي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق